موضوع: آنوآع غض البصر , الأربعاء ديسمبر 14, 2011 1:36 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
’,
أنواع غض البصر :
1- غض البصر عن ما حرم الله تعالى :
و هو المعنى الدارج و المعروف لغض البصر و هو عدم النظر إلى الجنس الآخر الأجنبي و العورات بشكل خاص و هو أمر إلهي للجنسين للرجل و للمرأة على حد سواء
قال تعالى : (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ))
كما قال جل في علاه : (( و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهن على جيوبهن و لا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء و لا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن و توبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون )) فتلك النظرات من شأنها أن تثير بعض الشهوات بحكم الغريزة الفطرية التي خلقها الإنسان لدى البشر
و خاصة نظرات الاشتهاء و التي يجب الامتناع عنها حرصا على عفة المجتمع و طهر العلاقات فيه و حرصا على الابتعاد عن كل الطرق التي تؤدي إلى جريمة الزنا و العياذ بالله
فقد قال تعالى : (( و لا تقربوا الزنا )) و لم يقل لا تزنوا بل حرم حتى الطرق التي قد تؤدي إلى الزنا و من أهمها طبعا إطلاق البصر
و قد وضع الله تعالى للنساء أوامر إضافية غير غض البصر و حفظ الفرج و هي عدم إظهار الزينة بكافة أشكالها و وسائلها و لن أقف مع هذه التفاصيل كونها تحتاج بحثا موسعا و طويلا
2- المعنى الثاني لغض البصر و الذي غفل عنه الكثيرون هو غض البصر عن رزق الناس و أملاكهم
فقد قال تعالى : (( و لا تمدن عينيك إلا ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه و رزق ربك خير و أبقى ))
و الحكمة من هذا النوع المهم من غض البصر تتلخص في أمرين اثنين
الأول و هو الأهم أن لا تنظر إلى أملاك و متاع الدنيا نظرة إعجاب و طمع و جشع بل عليك أن تعرف أن هذه الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة
فلا تخدعنك زينة الدنيا و لا تنظر إلى متاعها فكله زائل و كله بهرج و خداع و رزق الله تعالى و رحمته هي الأهم و الآخرة خير و أبقى
و قد أمرنا نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه أن لا ننظر إلى من هو أفضل منا في الدنيا بل في الدين كي نقتدي به و نشعر بمدى تقصيرنا
و عندما نلتزم بهذا الخلق النبيل فلن يكون في بالنا طمع و لا جشع و لا حقد و لا ضغينة فنستقيم و تصلح أعمالنا و حياتنا
صدقوني كل مصائبنا نحن البشر ناجمة عن اهتمام البشر بأملاك و أرزاق بعضهم البعض و كل الحروب التي عرفتها البشرية حدثت بسبب الطمع و الجشع و النظر إلى ما عند الناس
مع أن الله تعالى رزق الجميع و قال جل في علاه : (( و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها و يعلم مستقرها و مستودعها كل في كتاب مبين ))
و لو أننا رضينا بما قسمه الله لنا و لم نطمع بأملاك غيرنا لكنا بخير و سلام و عافية
الوجه الثاني من أهمية هذا النوع من غض البصر هو حماية المجتمع من التحاسد و الحقد و الضغينة
فنظرك إلى أملاك الناس قد يصيبهم بالعين و قد تحسدهم و تتمنى زوال ملكهم و قد يحقد الفقير على الغني فيتمزق المجتمع و ينهار لا سمح الله
فلو أننا نغض بصرنا عن نعم الله تعالى على الناس فسنرزق القناعة و الرضا و سنبتعد عن كل أنواع الحسد و الحقد و الكراهية
3- و من أنواع و أهداف غض البصر التواضع و البعد عن الكبر و الغرور
فمن نظر للأعلى كثيرا سيصيبه الغرور و العجب و الكبر